﴿من أجل ذلك﴾ من سبب ذلك الذي فعل قابيل ﴿كتبنا﴾ فرضنا ﴿على بني إسرائيل أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نفساً بغير نفسٍ﴾ بغير قَوَدٍ ﴿أو فسادٍ﴾ شركٍ ﴿في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً﴾ يُقتل كما لو قتلهم جميعاً ويصلى النَّار كما يصلاها لو قتلهم ﴿ومَن أحياها﴾ حرَّمها وتورَّع عن قتلها ﴿فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ لسلامتهم منه لأنَّه لا يستحلُّ دماءهم ﴿ولقد جاءتهم﴾ يعني: بني إسرائيل ﴿رسلنا بالبينات﴾ بأنَّ لهم صدق ما جاؤوهم به ﴿ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأرض لمسرفون﴾ أَيْ: مجاوزون حدَّ الحقِّ
﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله﴾ أَيْ: يعصونهما ولا يطيعونهما يعني: الخارجين على الإِمام وعلى الأمَّة بالسَّيف نزلت هذه الآية في قصة العُرَنيين وهي معروفةٌ تعليماً لرسول الله ﷺ عقوبة مَن فعل مثل فعلهم وقوله: ﴿ويسعون في الأرض فساداً﴾ بالقتل وأخذ الأموال ﴿أن يقتلوا أو يصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض﴾ معنى أو ها هنا الإباحة فللإمام أن يفعل ما أراد من هذه الأشياء ومعنى النَّفي من الأرض الحبسُ في السجن لأن المجون بمنزلة المخرج من الدني ﴿ذلك لهم خزي﴾ هوانٌ وفضيحةٌ ﴿فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وهذا للكفَّار الذين نزلت فيهم الآية لأنَّ العُرنيين ارتدُّوا عن الدِّين والمسلم إذا عوقب في الدُّنيا بجنايته صارت مكفَّرةً عنه


الصفحة التالية
Icon