﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول﴾ يعني: النجاشيَّ وأصحابه قرأ عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة (كهعيص) فما زالوا يبكون وهو قوله: ﴿ترى أعينهم تَفيضُ من الدمع ممَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾ يريد: الذي نزل على محمَّد وهو الحقُّ ﴿يقولون ربنا آمنا﴾ وصدَّقنا ﴿فاكتبنا مع الشاهدين﴾ مع أمَّة محمَّد ﷺ الذين يشهدون بالحق
﴿وما لنا لا نؤمن بالله﴾ أَيْ: أيُّ شيءٍ لنا إذا تركنا الإِيمان بالله ﴿وما جاءنا من الحق﴾ أَيْ: القرآن ﴿و﴾ نحن ﴿نطمع أن يدخلنا ربنا﴾ الحنة مع أمَّة محمَّد عليه السَّلام يعنون: أنَّهم لا شيء لهم إذا لم يؤمنوا بالقرآن ولا يتحقق طمعهم في دخول الجنَّة
﴿فأثابهم الله بما قالوا﴾ يعني: بما سألوا الله من قولهم: ﴿فاكتبنا مع الشاهدين﴾ وقولهم: ﴿ونطمع أن يدخلنا ربنا﴾ الآية ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وذلك﴾ أي: الثَّواب ﴿جزاء المحسنين﴾ الموحِّدين ثمَّ ذكر الوعيد لمَنْ كفر من أهل الكتاب وغيرهم فقال:


الصفحة التالية
Icon