﴿ولو جعلناه ملكاً﴾ أيْ: ولو جعلنا الرَّسول الذي ينزل عليهم ليشهدوا له بالرِّسالة مَلَكاً كما يطلبون ﴿لجعلناه رجلاً﴾ لأنَّهم لا يستطيعون أن يروا المَلَك في صورته لأنَّ أعين الخلق تحار عن رؤية الملائكة ولذلك كان جبريل عليه السَّلام يأتي رسول الله ﷺ في صورة دحية الكلبيِّ ﴿وللبسنا عليهم ما يلبسون﴾ ولخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكُّوا فلا يدروا أمَلَكٌ هو أم آدميٌّ أَيْ: فإنَّما طلبوا حال لبسٍ لا حال بيانٍ ثمَّ عزَّى الله نبيَّه عليه السَّلام بقوله:
﴿ولقد استهزئ برسل من قبلك﴾ وكُذِّبوا ونُسبوا إلى السّحر ﴿فحاق﴾ فحلَّ ونزل ﴿بالذين سخروا﴾ من الرُّسل ﴿ما كانوا به يستهزئون﴾ من العذاب وينكرون وقوعه
﴿قل﴾ لهم يا محمد: ﴿سيروا في الأرض﴾ سافروا في الأرض ﴿ثم انظروا﴾ فاعتبروا ﴿كيف كان عاقبة﴾ مُكذِّبي الرُّسل يعني: إذا سافروا رأوا آثار الأمم الخالية المهلكة يحذِّرهم مثلَ ما وقع بهم
﴿قل لمن ما في السماوات والأرض﴾ فإن أجابوك وإلاَّ ﴿قل لله كتب على نفسه الرحمة﴾ أوجب على نفسه الرَّحمة وهذا تلطُّفٌ في الاستدعاء إلى الإنابة ﴿ليجمعنكم﴾ أي: والله ليجمعنكم ﴿إلى يوم القيامة﴾ أَيْ: ليضمنَّكم إلى هذا اليوم الذي أنكرتموه وليجمعنَّ بينكم وبينه ثمَّ ابتدأ فقال: ﴿الذين خسروا أنفسهم﴾ أهلكوها بالشِّرك ﴿فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
﴿وله ما سكن في الليل والنهار﴾ أَيْ: ما حلَّ فيهما واشتملا عليه يعني: جميع المخلوقات