﴿وهم ينهون﴾ النَّاس عن اتَّباع محمد ﴿وينأون﴾ ويتباعدون ﴿عنه﴾ فلا يؤمنون به ﴿وإنْ﴾ وما ﴿يهلكون إلاَّ أنفسهم﴾ بتماديهم في معصية الله تعالى ﴿وما يشعرون﴾ وما يعلمون ذلك
﴿ولو ترى﴾ يا محمد ﴿إذ وقفوا على النار﴾ أَيْ: حُبسوا على الصِّراط فوق النَّار ﴿فقالوا يا ليتنا نرد﴾ تمنَّوا أن يردُّوا إلى الدُّنيا فيؤمنوا وهو قوله: ﴿ولا نكذب﴾ أَيْ: ونحن لا نكذِّب ﴿بآيات ربنا﴾ بعد المعاينة ﴿ونكون من المؤمنين﴾ ضمنوا أنْ لا يُكذِّبوا ويؤمنوا فقال الله تعالى:
﴿بل﴾ ليس الأمر على ما تمنَّوا في الردِّ ﴿بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل﴾ وهو أنَّهم أنكروا شركهم فأنطق الله سبحانه جوارحهم حتى شهدت عليهم بالكفر والمعنى: ظهرت فضيحتهم في الآخرة وتهتكت أستارهم ﴿ولو ردوا لعادوا لما نهوا﴾ إلى ما نُهوا ﴿عنه﴾ من الشِّرك للقضاء السَّابق فيهم بذلك وأنَّهم خلقوا للشَّقاوة ﴿وإنهم لكاذبون﴾ في قولهم: ﴿وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ ربنا﴾


الصفحة التالية
Icon