﴿وأنذر به﴾ خوِّف بالقرآن ﴿الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ﴾ يريد: المؤمنين يخافون يوم القيامة وما فيها من أهوال ﴿لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ﴾ يعني: إنَّ الشفاعة إنَّما تكون بإذنه ولا شفيعٌ ولا ناصرٌ لأحدٍ في القيامة إلاَّ بإذن الله ﴿لعلهم يتقون﴾ كي يخافوا في الآخرة وينتهوا عمَّا نهيتهم
﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم﴾ نزلت في فقراء المؤمنين لمَّا قال رؤساء الكفَّار للنبي صلى الله عليه وسلم: نَحِّ هؤلاء عنك لنجالسك ونؤمن بك ومعنى: ﴿يدعون ربهم بالغداة والعشي﴾ يعبدون الله بالصَّلوات المكتوبة ﴿يريدون وجهه﴾ يطلبون ثواب الله ﴿ما عليك من حسابهم﴾ من رزقهم ﴿من شيء﴾ فَتَمَلُّهم وتطردهم ﴿وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ أَيْ: ليس رزقك عليهم ولا رزقهم عليك وإنَّما يرزقك وإياهم الله الرزاق فدعهم يدنوا منك ولا تطردهم ﴿فَتَكُونَ مِنَ الظالمين﴾ لهم بطردهم
﴿وكذلك فتنا بعضهم ببعض﴾ ابتلينا الغنيّ بالفقير والشَّريف بالوضيع ﴿ليقولوا﴾ يعني: الرُّؤساء ﴿أهؤلاء﴾ الفقراء والضُّعفاء ﴿منَّ الله عليهم من بيننا﴾ أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلةٍ أو خصُّوا بنعمةٍ فقال الله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾ أيْ: إنَّما يهدي إلى دينه مَنْ يعلم أنَّه يشكر