﴿قل أندعوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يضرنا﴾ أنعبد ما لا يملك لنا نفعاً ولا ضرَّاً لأنَّه جماد؟ ﴿وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ نردُّ وراءنا إلى الشِّرك بالله فيكون حالنا كحال ﴿كالذي استهوته الشياطين في الأرض﴾ استغوته واستفزَّته الغِيلان في المهانة ﴿حيران﴾ متردِّداً لا يهتدي إلى المحجَّة ﴿له أصحابٌ يدعونه إلى الهدى ائتنا﴾ هذا مثَلُ مَنْ ضلَّ بعد الهدى يجيب الشَّيطان الذي يستهويه في المفازة فيصبح في مضلَّة من الأرض يهلك فيها ويعصي مَنْ يدعوه إلى المحجَّة كذلك مَنْ ضلَّ بعد الهدى ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾ ردٌّ على مَنْ دعا إلى عبادة الأصنام أَيْ: لا نفعل ذلك لأنَّ هدى الله هو الهدى لا هدى غيره
﴿وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تحشرون﴾
﴿وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق﴾ أَيْ: بكمال قدرته وشمول علمه وإتقان صنعه وكلُّ ذلك حقٌّ ﴿ويوم يقول﴾ واذكر يا محمَّد يوم يقول للشَّيء ﴿كن فيكون﴾ يعني: يوم القيامة يقول للخلق انتشروا فينتشرون
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
﴿وكذلك نري إبراهيم﴾ أَيْ: وكما أرينا إبراهيم استقباح ما كان عليه أبوه من عبادة الأصنام نريه ﴿ملكوت السماوات والأرض﴾ يعني: ملكهما كالشَّمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والبحار أراه الله تعالى هذه الأشياء حتى نظر إليها مُعتبراً مُستدلاًّ بها على خالقها وقوله: ﴿وليكون من الموقنين﴾ عطفٌ على المعنى تقديره: ليستدلَّ بها وليكون من الموقنين


الصفحة التالية
Icon