﴿فلما جنَّ﴾ أَيْ: ستر وأظلم ﴿عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي﴾ أَيْ: في زعمكم أيُّها القائلون بحكم النَّجم وذلك أنَّهم كانوا أصحاب نجومٍ يرون التدبيرفي الخليقة لها ﴿فلما أفل﴾ أَيْ: غاب ﴿قال لا أحبُّ الآفلين﴾ عرَّفهم جهلهم وخطأهم في تعظيم النُّجوم ودلَّ على أنَّ مَنْ غاب بعد الظُّهور كان حادثاً مُسخَّراً وليس بربٍّ
﴿فلما رأى القمر بازغاً﴾ طالعاً فاحتجَّ عليهم في القمر والشَّمس بمثل ما احتجَّ به عليهم في الكوكب وقوله: ﴿لئن لم يهدني ربي﴾ أَيْ: لئن لم يُثبِّتني على الهدى وقوله للشَّمس:
﴿هذا ربي﴾ ولم يقل هذه لأنَّ لفظ الشَّمس مذكَّرٌ ولأنَّ الشَّمس بمعنى الضياء والنُّور فحمل الكلام على المعنى ﴿هذا أكبر﴾ أَي: من الكوكب والقمر فلمَّا توجَّهت الحجَّة على قومه قال: ﴿إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾
﴿إني وجهت وجهي﴾ أَيْ: جعلت قصدي بعبادتي وتوحيدي لله عز وجل وباقي الآية مفسَّر فيما مضى


الصفحة التالية
Icon