﴿ولقد جئتمونا فرادى﴾ يقال للكفَّار في الآخرة: جئتمونا فرادى بلا أهل ولا مالٍ ولا شيءٍ قدَّمتموه ﴿كما خلقناكم أول مرة﴾ كما خرجتم من بطون أُمَّهاتكم ﴿وَتَرَكْتُمْ مَا خوَّلناكم﴾ ملَّكناكم وأعطيناكم من المال والعبيد والمواشي ﴿وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زعمتم أنَّهم فيكم شركاء﴾ وذلك أنَّ المشركين كانوا يعبدون الأصنام على أنَّهم شركاء الله وشفعاؤهم عنده ﴿لقد تقطع بينكم﴾ وصلكم ومودتكم ﴿وضلَّ عنكم﴾ ذهب عنكم ﴿ما كنتم تزعمون﴾ تُكذِّبون في الدُّنيا
﴿إنَّ الله فالق الحبّ﴾ شاقُّة بالنَّبات ﴿والنوى﴾ بالنَّخلة ﴿يخرج الحي من الميت﴾ يخرج النُّطفة بشراً حيّاً ﴿ومُخرج الميت﴾ النُّطفة ﴿من الحيّ﴾ وقيل: يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ﴿ذلكم الله﴾ الذي فعل هذه الأشياء التي تشاهدونها ربكم ﴿فأنى تؤفكون﴾ فمن أين تُصرفون عن الحقِّ بعد البيان!
﴿فالق الإِصباح﴾ شاقُّ عمود الصُّبح عن ظلمة اللَّيل وسواده على معنى أنَّه خالقه ومبديه ﴿وجعل الليل سكناً﴾ للخلق يسكنون فيه سكون الرَّاحة ﴿والشمس والقمر حسباناً﴾ وجعل الشَّمس والقمر بحسبانٍ لا يجاوزانه فيما يدوران في حسابٍ ﴿ذلك تقدير العزيز﴾ في ملكه يصنع ما أراد ﴿العليم﴾ بما قدَّر من خلقهما