﴿وجعلوا لله شركاء الجن﴾ أطاعوا الشَّياطين في عبادة الأوثان فجعلوهم شركاء لله ﴿وخرقوا له بنين وبنات﴾ افتعلوا ذلك كذباً وكفراً يعني: الذين قالوا: الملائكة بنات الله واليهود والنَّصارى حين دعوا لله ولداً ﴿بغير علم﴾ لم يذكروه عن علمٍ إنَّما ذكروه تكذُّباً وقوله:
﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحبة﴾ أَيْ: مِنْ أين يكون له ولدٌ؟ ولا يكون الولد إلاَّ من صاحبةٍ ولا صاحبة له ﴿وخلق كلَّ شيء﴾ أَيْ: وهو خالق كل شيء
﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء وكيل﴾
﴿لا تدركه الأبصار﴾ في الدُّنيا لأنَّه وعد في القيامة الرُّؤية بقوله: ﴿وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة﴾ الآية والمُطلق يحمل على المقيد وقيل: لا يحيط بكنهه وحقيقته الأبصار وهي تراه فالأبصار ترى الباري ولا تحيط به ﴿وهو يدرك الأبصار﴾ يراها ويحيط بها علماً لا كالمخلوقين الذين لا يدركون حقيقة البصر وما الشَّيء الذي صار به الإِنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما ﴿وهو اللطيف﴾ الرَّفيق بأوليائه ﴿الخبير﴾ بهم


الصفحة التالية
Icon