﴿قد جاءكم بصائر من ربكم﴾ يعني: بيِّنات القرآن ﴿فمن أبصر﴾ اهتدى ﴿فلنفسه﴾ عمل ﴿ومن عمي فعليها﴾ فعلى نفسه جنى العذاب ﴿وما أنا عليكم بحفيظ﴾ برقيب على أعمالكم حتى أجازيكم بها
﴿وكذلك﴾ وكما بيَّنا في هذه السُّورة ﴿نصرِّف﴾ نبيِّن ﴿الآيات﴾ في القرآن ندعوهم بها ونخوِّفهم ﴿وليقولوا درست﴾ عطف على المضمر في المعنى والتقدير: نصرِّف الآيات لتلزمهم الحجَّة وليقولوا درست أَيْ: تعلَّمت مِن يسار وجبر واليهود ومعنى درس: قرأ على غيره ومعنى هذه اللام في قوله: ﴿وليقولوا﴾ معنى لم العاقبة أَيْ: نصرِّف الآيات ليكون عاقبة أمرهم تكذيباً للشَّقاوة التي لحقتهم ﴿ولنبينه لقوم يعلمون﴾ يعني: أولياءه الذين هداهم والذين سعدوا بتبيين الحق
﴿اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين﴾
﴿ولو شاء الله ما أشركوا﴾ أَيْ: ولو شاء الله لجعلهم مؤمنين ﴿وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حفيظاً﴾ لم تبعث لتحفظ المشركين من العذاب إنَّما بُعثت مُبَلِّغاً فلا تهتمَّ لشركهم فإنَّ ذلك لمشيئة الله
﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ يعني: أصنامهم ومعبوديهم وذلك أنَّ المسلمين كانوا يسبُّون أصنام الكفَّار فنهاهم الله عزَّ وجل عن ذلك لئلا يسبُّوا ﴿الله عدواً بغير علم﴾ أَيْ: ظُلماً بالجهل ﴿كذلك﴾ أَيْ: كما زيَّنا لهؤلاء عبادة الآوثان وطاعة الشَّيطان بالحرمان والخذلان ﴿زينا لكلِّ أمة عملهم﴾ من الخير والشَّرِّ