﴿وأقسموا بالله جهد أيمانهم﴾ اجتهدوا في المبالغة في اليمين ﴿لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آية ليؤمنن بها﴾ وذلك أنَّه لمَّا نزل: ﴿إن نشأ ننزل عليهم﴾ الآية أقسم المشركون بالله لئن جاءنهم آية ليؤمننَّ بها وسأل المسلمون ذلك وعلم الله سبحانه أنَّهم لا يؤمنون فأنزل الله هذه الآية ﴿قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ هو القادر على الإتيان بها ﴿وما يشعركم﴾ وما يدريكم إيمانهم أَيْ: هم لا يؤمنون مع مجيء الآيات إيَّاهم ثمَّ ابتدأ فقال: ﴿إنها إذا جاءت لا يؤمنون﴾ ومَنْ قرأ أنَّها بفتح الألف كانت بمعنى لعلَّها ويجوز أن تجعل لا زائدة مع فتح أنَّ
﴿ونقلب أفئدتهم وأبصارهم﴾ نحول بينهم وبين الإيمان لو جاءتهم تلك الآية بتقليب قلوبهم وأبصارهم عن وجهها الذي يجب أن تكونَ عليه فلا يؤمنون ﴿كما لم يؤمنوا به﴾ بالقرآن أو بمحمَّدٍ عليه السَّلام ﴿أوَّل مرَّة﴾ أتتهم الآيات مثل انشقاق القمر وغيره ﴿ونذرهم في طغيانهم يعمهون﴾ أخذلهم وأدعهم في ضلالتهم يتمادون
﴿ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة﴾ فرأوهم عياناً ﴿وكلمهم الموتى﴾ فشهدوا لك بالصِّدق والنُّبوَّة ﴿وحشرنا عليهم﴾ وجمعنا عليهم ﴿كلَّ شيء﴾ في الدُّنيا ﴿قُبلاً﴾ و ﴿قِبَلاً﴾ أَيْ: مُعاينةً ومُواجهةً ﴿ما كانوا ليؤمنوا﴾ لما سبق لهم من الشَّقاء ﴿إلا أن يشاء الله﴾ أن يهديهم ﴿ولكنَّ أكثرهم يجهلون﴾ أنَّهم لو أُوتوا بكلِّ آيةٍ ما آمنوا