﴿وتمت كلمة ربك﴾ أقضيته وعِداته لأوليائه في أعدائه ﴿صدقاً﴾ فيما وعد ﴿وعدلاً﴾ فيما حكم والمعنى: صادقةً عادلةً ﴿لا مبدل لكلماته﴾ لا مغير لحكمه ولا خلف لوعده ﴿وهو السميع﴾ لتضرُّع أوليائه ولقول أعدائه ﴿العليم﴾ بما في قلوب الفريقين
﴿وإن تطع أكثر من في الأرض﴾ يعني: المشركين ﴿يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ دين الله الذي رضيه لك وذلك أنَّهم جادلوه في أكل الميتة وقالوا: أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربُّكم؟ ﴿إن يتبعون إلا الظن﴾ في تحليل الميتة ﴿وإن هم إلاَّ يخرصون﴾ يكذبون في تحليل ما حرَّمه الله
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ أَيْ: ممَّا ذكِّي على اسم الله ﴿إن كنتم بآياته مؤمنين﴾ تأكيدٌ لاستحلال ما أباحه الشَّرع ثمَّ أبلغَ في إباحة ما ذبح على اسم الله بقوله:
﴿وما لكم أنْ لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ عند الذَّبح ﴿وقد فصَّل﴾ بيَّن ﴿لكم ما حرَّم عليكم﴾ في قوله: ﴿حرمت عليكم الميتة﴾ الآية ﴿إلاَّ ما اضطررتم إليه﴾ دعتكم الضَّرورة إلى أكله ممَّا لا يحلُّ عند الاختيار ﴿وإنَّ كثيراً ليضلون بأهوائهم﴾ أَيْ: الذين يُحلُّون الميتة ويناظرونكم في إحلالها ضلُّوا باتِّباع أهوائهم ﴿بغير علمٍ﴾ إنَّما يتَّبعون فيه الهوى ولا بصيرة عندهم ولا علم ﴿إنَّ ربك هو أعلم بالمعتدين﴾ المتجاوزين الحلال إلى الحرام