﴿وهذا صراط ربك﴾ هذا الذي أنت عليه يا محمد دين رَبِّكَ ﴿مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ وهم المؤمنون
﴿لهم دار السلام﴾ الجنة ﴿عند ربهم﴾ مضمونةً لهم حتَّى يُدخلهموها ﴿وهو وليهم﴾ يتولَّى إيصال الكرامات إليهم ﴿بما كانوا يعملون﴾ من الطَّاعات
﴿ويوم يحشرهم جميعاً﴾ الجنّ والإِنس فيقال لهم: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ من الإِنس﴾ أَيْ: من إغوائهم وإضلالهم ﴿وقال أولياؤهم﴾ الذين أضلَّهم الجنُّ ﴿مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بعضنا ببعض﴾ يعني: طاعة الإِنس للجنِّ وقبولهم منهم ما كانوا يغرونهم به من الضَّلالة وتزيين الجنِّ للإِنس ما كانوا يهوونه حتى يسهل عليهم فعله ﴿وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا﴾ يعني: الموت والظَّاهر أنَّه البعث والحشر ﴿قال النار مثواكم﴾ فيها مقامكم ﴿خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ الله﴾ مَنْ شاء الله وهم مَنْ سبق في علم الله أنَّهم يُسلمون ﴿إنَّ ربك حكيم﴾ حكم للذين استثنى بالتَّوبة والتَّصديق ﴿عليم﴾ علم ما في قلوبهم من البرِّ
﴿وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً﴾ كما خذلنا عُصاة الجنِّ والإنس نَكِلُ بعض الظَّالمين إلى بعض حتى يضلَّ بعضهم بعضاً
﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ منكم﴾ الرُّسل كانت من الإنس والذين بلَّغوا الجنَّ منهم عن الرُّسل كانوا من الجنِّ وهم النُّذر كالذين استمعوا القرآن من محمد ﷺ من الجنِّ فأبلغوه قومهم


الصفحة التالية
Icon