﴿وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أحسن﴾ وهو أن يصلح ماله ويقوم فيه بما يثمره ثمَّ يأكل بالمعروف إن احتاج إليه ﴿حتى يبلغ أشده﴾ أَي: احفظوه عليه حتى يحتلم ﴿وأوفوا الكيل﴾ أتِمُّوه من غير نقصٍ ﴿والميزان﴾ أَيْ: وزن الميزان ﴿بالقسط﴾ بالعدل لا بخسٍ ولا شططٍ ﴿لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا﴾ إلاَّ ما يسعها ولا تضيق عنه وهو أنَّه لو كلَّف المعطي الزِّيادة لضاقت نفسه عنه وكذلك لو كلَّف الآخذ أن يأخذ بالنُّقصان ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾ إذا شهدتم أو تكلَّمتم فقولوا الحقَّ ﴿وَلَوْ﴾ كان المشهود له أو عليه ﴿ذا قربى﴾
﴿وأنًّ هذا﴾ ولأنَّ هذا ﴿صراطي مستقيماً﴾ يريد: ديني دين الحنفية أقومُ الأديان ﴿فاتبعوه ولا تتبعوا السبل﴾ اليهوديَّة والنصرانيَّة والمجوسية وعبادة الأوثان ﴿فتفرَّق بكم عن سبيله﴾ فتضلَّ بكم عن دينه ﴿ذلكم﴾ الذي ذكر ﴿وصَّاكم﴾ أمركم به في الكتاب ﴿لعلكم تتقون﴾ كي تتقوا السُّبل
﴿ثم آتينا﴾ أَيْ: ثمَّ أُخبركم أنَّا آتَيْنَا ﴿مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ﴾ أَيْ: على الذي أحسنه موسى من العلم والحكمة وكتب الله المتقدِّمة أَيْ: علمه ومعنى: ﴿تماماً﴾ على ذلك أَيْ: زيادة عليه حتى تمَّ له العلم بما آتيناه ﴿وتفصيلاً﴾ أَيْ: آتيناه للتَّمام والتفصيل وهو البيان ﴿لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون﴾ لكي يُؤمنوا بالبعث ويُصدِّقوا بالثَّواب والعقاب


الصفحة التالية
Icon