﴿وهذا كتاب﴾ يعني: القرآن ﴿أنزلناه مبارك﴾ مضى تفسيره في هذه السُّورة
﴿أن تقولوا﴾ لئلا تَقُولُوا: ﴿إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا﴾ يعني: اليهود والنَّصارى ﴿وَإِنْ كُنَّا عَنْ دراستهم لغافلين﴾ وما كنَّا إلاَّ غافلين عن تلاوة كتبهم والخطابُ لأهل مكَّة والمرادُ: إثبات الحجَّة عليهم بإنزال القرآن على محمَّد عليه السَّلام كيلا يقولوا يوم القيامة: إنَّ التَّوراة والإِنجيل أُنزلا على طائفتين من قبلنا وكنَّا غافلين عمَّا فيهما وقوله:
﴿وصدف عنها﴾ أَيْ: أعرض
﴿هل ينظرون﴾ إذا كذَّبوك ﴿إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾ عند الموت لقبض أرواحهم وذكرنا معنى ﴿ينظرون﴾ في سورة البقرة ﴿أو يأتي ربك﴾ أَيْ: أمره فيهم بالقتل ﴿أو يأتي بعض آيات ربك﴾ يعني: طلوع الشَّمس من مغربها والمعنى: إن هؤلاء الذي كذَّبوك إمَّا أن يموتوا فيقعوا في العذاب أو يؤمر فيهم بالسَّيف أو يمهلون قدر مدَّة الدُّنيا فيتوالدون ويتنعَّمون فيها فإذا ظهرت أمارات القيامة ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ قدَّمت طاعةً وهي مؤمنةٌ ﴿قل انتظروا﴾ أحد هذه الأشياء ﴿إنا منتظرون﴾ بكم أحدها