﴿فما كان دعواهم﴾ دعاؤهم وتضرُّعهم ﴿إذ جاءهم بأسنا إلاَّ أن﴾ أقرُّوا على أنفسهم بالشِّرك و ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾
﴿فلنسألن الذين أرسل إليهم﴾ نسأل الأمم ماذا عملوا فيما جاءت به الرُّسل ونسأل الرُّسل هل بلَّغوا ما أُرسلوا به
﴿فلنقصنَّ عليهم بعلم﴾ لنخبرنَّهم بما عملوا بعلمٍ منَّا ﴿وما كنا غائبين﴾ عن الرُّسل والأمم ما بلَّغت وما ردَّ عليهم قومهم
﴿والوزن يومئذ﴾ يعني: وزن الأعمال يوم السُّؤال الذي ذُكر في قوله: ﴿فلنسألنَّ﴾ ﴿الحق﴾ العدل وذلك أنَّ أعمال المؤمنين تتصوَّر في صورةٍ حسنةٍ وأعمال الكافرين في صورةٍ قبيحة فتوزن تلك الصُّورة فذلك قوله: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون﴾ النَّاجون الفائزون وهم المؤمنون
﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ صاروا إلى العذاب ﴿بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ﴾ يجحدون بما جاء به محمد عليه السَّلام
﴿ولقد مكنَّاكم في الأرض﴾ ملَّكناكم فيما بين مكَّة إلى اليمن وإلى الشَّام يعني: مشركي مكَّة ﴿وجعلنا لكم فيها معايش﴾ ما تعيشون به من الرِّزق والمال والتجارة ﴿قليلاً ما تشكرون﴾ أَيْ: إنَّكم غير شاكرين لما أنعمت عليكم
﴿ولقد خلقناكم﴾ يعني: آدم ﴿ثم صوَّرناكم﴾ في ظهره
﴿قال ما منعك أن لا تسجد﴾ لا زائدة معناها: ما منعك أن تسجد؟ وهو سؤالُ التَّوبيخ والتَّعنيف ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ معناه: منعني من السُّجود له أنِّي خيرٌ منه إذ كنتُ ناريَّاً وكان طينيَّاً فترك الأمر وقاس فعصى


الصفحة التالية
Icon