﴿ونادى أصحاب الأعراف رجالاً﴾ من أهل النَّار ﴿يعرفونهم بسيماهم﴾ من رؤساء المشركين فيقولون لهم: ﴿مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جمعكم﴾ المال واستكثارهم منه ﴿وما كنتم تستكبرون﴾ عن عبادة الله ثمَّ يقسم أصحاب النَّار أنَّ أصحاب الأعراف داخلون معهم النَّار فتقول الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف:
﴿أهؤلاء الذين أقسمتم﴾ يا أصحاب النَّار ﴿لا ينالهم الله برحمة﴾ يقولون لأصحاب الأعراف: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ ولا أنتم تحزنون﴾
﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾ يعني: الطَّعام وهذا يدلُّ على جوعهم وعطشهم ﴿قالوا إنَّ الله حرمهما على الكافرين﴾ تحريم منع لا تحريم تعبُّدٍ
﴿الذين اتخذوا دينهم﴾ الذي شُرع لهم ﴿لهواً ولعباً﴾ يعني: المستهزئين المُقتسمين ﴿فاليوم ننساهم﴾ نتركهم في جهنَّم ﴿كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هذا﴾ كما تركوا العمل لهذا اليوم ﴿وما كانوا بآياتنا يجحدون﴾ أَيْ: وكما جحدوا بآياتنا ولم يُصدِّقوها
﴿ولقد جئناهم﴾ يعني: المشركين ﴿بكتاب﴾ هو القرآن ﴿فصلناه﴾ بيّناه ﴿على علم﴾ فيه يعني: ما أُودع من العلوم وبيان الأحكام ﴿هدى﴾ هادياً ﴿ورحمة﴾ وذا رحمةٍ ﴿لقوم يؤمنون﴾ لقومٍ أريد به هدايتهم وإيمانهم
﴿هل ينظرون﴾ ينتظرون أَيْ: كأنَّهم ينتظرون ذلك لأنَّه يأتيهم لا محالة ﴿إلاَّ تأويله﴾ عاقبة ما وعد الله في الكتاب من البعث والنُّشور ﴿يوم يأتي تأويله﴾ وهو يوم القيامة ﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ﴾ تركوا الإِيمان به والعمل له من قبل إتيانه: ﴿قد جاءت رسل ربنا بالحق﴾ بالصِّدق والبيان ﴿فهل لنا من شفعاء﴾ هل يشفع لنا شافعٌ؟ ﴿أو﴾ هل ﴿نردُّ﴾ إلى الدُّنيا ﴿فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذي كنا نعمل﴾ نوحِّد الله ونترك الشِّرك يقول الله: ﴿قد خسروا أنفسهم﴾ حين صاروا إلى الهلاك ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ سقط عنهم ما كانوا يقولونه مِنْ أنَّ مع الله إلهاً آخر


الصفحة التالية
Icon