﴿فأتنا بما تعدنا﴾ أَيْ: من العذاب ﴿إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ أنَّ العذاب نازلٌ بنا
﴿قال: قد وقع﴾ وجب ﴿عليكم من ربكم رجس وغضب﴾ عذابٌ وسخطٌ ﴿أتجادلونني في أسماء سَمَّيْتُموها﴾ كانت لهم أصنام سمَّوها أسماءً مختلفةً فلمَّا دعاهم الرَّسول إلى التَّوحيد استنكروا عبادة الله وحده ﴿ما نَزَّلَ الله بها من سلطان﴾ من حجةٍ وبرهانٍ لكم في عبادتها ﴿فَانْتَظِرُوا﴾ العذاب ﴿إني معكم من المنتظرين﴾ ذلك في تكذيبهم إياي وقوله:
﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين﴾
﴿فذروها تأكل في أرض الله﴾ أَيْ: سهَّل الله عليكم أمرها فليس عليكم رزقها ولا مؤونتها وقوله:
﴿وبوَّأكم في الأرض﴾ أَيْ: أسكنكم وجعل لكم فيها مساكن ﴿تتخذون من سهولها قصوراً﴾ تبنون القصور بكلِّ موضعٍ ﴿وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا﴾ يريد: بيوتاً في الجبال تُشققونها وكانوا يسكنونها شتاءً ويسكنون القصور بالصَّيف
﴿أَوَلَمْ يهد﴾ يتبيَّن ﴿للذين يرثون الأرض من بعد أهلها﴾ كفار مكَّة ومَنْ حولهم ﴿أن لو نشاء أصبناهم﴾ عذَّبناهم ﴿بذنوبهم﴾ ثمَّ ﴿ونطبع على قلوبهم﴾ حتى يموتوا على الكفر فيدخلوا النَّار والمعنى: ألم يعلموا أنَّا لو نشاء فعلنا ذلك