﴿واكتب لنا﴾ أوجب لَنَا ﴿فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ﴾ أَي: اقبل وفادتنا ورُدَّنا بالمغفرة والرَّحمة ﴿إنا هُدْنا إليك﴾ تبنا ورجعنا إليك بالتَّوبة ﴿قال عذابي أصيب به من أشاء﴾ يعني: إنَّ رحمته في الدُّنيا وسعت البرَّ والفاجر وهي في الآخرة للمؤمنين خاصَّةً وهذا معنى قوله: ﴿فسأكتبها﴾ فسأوجبها في الآخرة ﴿للذين يتقون﴾ يريد: أمَّة محمد ﷺ ﴿ويؤتون الزكاة﴾ صدقات الأموال عند محلها ﴿والذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ يصدِّقون بما أنزل على محمد والنَّبييِّن
﴿الذين يتبعون الرسول النبيَّ الأميَّ﴾ وهو الذي لا يكتب ولا يقرأ وكانت هذه الخلَّة مؤكِّدة لمعجزته في القرآن ﴿الذي يجدونه﴾ بنعته وصفته ﴿مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بالتَّوحيد وشرائع الإِسلام ﴿وينهاهم عن المنكر﴾ عبادة الأوثان وما لا يُعرف في شريعة ﴿ويحلُّ لهم الطيبات﴾ يعني: ما حرَّم عليهم في التَّوراة من لحوم الإِبل وشحوم الضَّأن ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ الميتة والدَّم وما ذُكر في سورة المائدة ﴿ويضع عنهم إصرهم﴾ ويُسقط عنهم ثقل العهد الذي أُخذ عليهم ﴿والأغلال التي كانت عليهم﴾ الشَّدائد التي كانت عليهم كقطع أثر البول وقتل النَّفس في التَّوبة وقطع الأعضاء الخاطئة ﴿فالذين آمنوا به﴾ من اليهود ﴿وعزَّروه﴾ ووقَّروه ﴿ونصروه﴾ على عدوه ﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ﴾ يعني: القرآن الآيتين


الصفحة التالية
Icon