﴿وإن تدعوهم﴾ يعني: المشركين ﴿إلى الهدى لا يتبعوكم﴾ الآية
﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ يعني: الأصنام ﴿عباد﴾ مملوكون مخلوقون ﴿أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم﴾ فاعبدوهم هل يثيبونكم أو يجازونكم! ؟ ﴿إِنْ كُنْتُمْ صادقين﴾ أن لكم عند الأصنام منفعةً أو ثواباً أو شفاعةً ثمَّ بيَّن فضل الآدميِّ عليهم فقال:
﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا﴾ مشيَ بني آدم ﴿أَمْ لهم أيدٍ يبطشون بها﴾ يتناولون بها مثل بطش بني آدم ﴿أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم﴾ الذين تعبدون من دون الله ﴿ثمَّ كيدون﴾ أنتم وشركاؤكم ﴿فلا تنظرون﴾ لا تُمهلون واعجلوا في كيدي
﴿إنَّ وليي الله﴾ الذي يتولَّى حفظي ونصري ﴿الذي نزل الكتاب﴾ القرآن ﴿وهو يتولى الصالحين﴾ الذين لا يعدلون بالله شيئا وقوله:
﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هم الغافلون﴾
﴿وتراهم ينظرون إليك﴾ تحسبهم يرونك ﴿وهم لا يبصرون﴾ وذلك لأنَّ لها أعيناً مصنوعةً مركَّبةً بالجواهر حتى يحسب الإِنسان أنَّها تنظر إليه
﴿خذ العفو﴾ اقبل الميسور من أخلاق النَّاس ولا تستقصِ عليهم وقيل: هو أن يعفو عمَّنْ ظلمه ويصل مَنْ قطعه ﴿وأمر بالعرف﴾ المعروف الذي يعرف حسنه كلُّ أحدٍ ﴿وأعرض عن الجاهلين﴾ لا تقابل السَّفيه بسفهه فلمَّا نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يا ربِّ والغضب؟ فنزل:


الصفحة التالية
Icon