﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عنه﴾ لا تُعرضوا عنه بمخالفة أمره ﴿وأنتم تسمعون﴾ ما نزل من القرآن
﴿ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا﴾ سماع قابلٍ وليسوا كذلك يعني: المنافقين وقيل: أراد المشركين لأنَّهم سمعوا ولم يتفكَّروا فيما سمعوا فكانوا بمنزلة مَنْ لم يسمع
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الذين لا يعقلون﴾ يريد نفراً من المشركين كانوا صمَّاً عن الحقِّ فلا يسمعونه بُكماً عن التَّكلُّم به بيَّن الله تعالى أنَّ هؤلاء شرُّ ما دبَّ على الأرض من الحيوان
﴿ولو علم الله فيهم خيراً﴾ لو علم أنَّهم يصلحون بما يُورده عليهم من حججه وآياته ﴿لأسمعهم﴾ إيَّاها سماع تفهمٍ ﴿ولو أسمعهم﴾ بعد أن علم أن لا خير فيهم ما انتفعوا بذلك و ﴿لَتَوَلَّوْا وهم معرضون﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول﴾ أجيبوا لهما بالطَّاعة ﴿إذا دعاكم لما يحييكم﴾ يعني: لأنَّ به يحيا أمرهم ويقوى ولأنَّه سبب الشَّهادة والشُّهداء أحياءٌ عند ربهم ولأنَّه سببٌ للحياة الدَّائمة في الجنَّة ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ يحول بين الإِنسان وقلبه فلا يستطيع أن يؤمن إلاَّ بإذنه ولا أن يكفر فالقلوب بيد الله تعالى يُقلِّبها كيف يشاء ﴿وأنَّه إليه تحشرون﴾ للجزاء على الأعمال