﴿إذ يريكهم الله في منامك﴾ عينك وهو موضع النَّوم ﴿قليلاً﴾ لتحتقروهم وتجترؤوا عليهم ﴿ولو أراكهم كثيراً لفشلتم﴾ لجّبُنْتُم ولَتأخَّرتم عن حربهم ﴿ولتنازعتم في الأمر﴾ واختلفت كلمتكم ﴿ولكنَّ الله سلَّم﴾ عصمكم وسلَّمكم من المخالفة فيما بينكم ﴿إنه عليم بذات الصدور﴾ علم ما في صدوركم من اليقين ثمَّ خاطب المؤمنين جميعأً بهذا المعنى فقال:
﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا﴾ قال ابن مسعودٍ: لقد قُلَّلوا في أعيننا يوم بدرٍ حتى قلت لرجلٍ إلى جنبي: تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة وأسرنا رجلاً فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفاً ﴿ويقللكم في أعينهم﴾ ليجترئوا عليكم ولا يرجعوا عن قتالكم ﴿ليقضي الله أمراً كان مفعولاً﴾ في علمه بنصر الإسلام وأهله وذلِّ الشِّرك وأهله ﴿وإلى الله ترجع الأمور﴾ وبعد هذا إليَّ مصيركم فأكرم أوليائي وأعاقب أَعدائي


الصفحة التالية
Icon