﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ﴾ بالصُّلح لتكفَّ عنهم ﴿فإنَّ حسبك الله﴾ أَيْ: فالذي يتولَّى كفايتك الله ﴿هو الذي أيدك﴾ قوَّاك ﴿بِنَصْرِهِ﴾ يوم بدرٍ ﴿وبالمؤمنين﴾ يعني: الأنصار
﴿وألف بين قلوبهم﴾ بين قلوب الأوس والحزرج وهم الأنصار ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جميعاً ما ألَّفت بين قلوبهم﴾ للعداوة التي كانت بينهم ﴿ولكنَّ الله ألف بينهم﴾ لأنَّ قلوبهم بيده يُؤلِّفها كيف يشاء ﴿إنَّه عزيز﴾ لا يمتنع عليه شيء ﴿حكيم﴾ عليمٌ بما يفعله
﴿يا أيها النبيُّ حسبك الله﴾ الآية أسلم مع النبي ﷺ ثلاثةٌ وثلاثون رجلاً وستُّ نسوةٍ ثمَّ أسلم عمر رضي الله عنه فنزلت هذه الآية والمعنى: يكفيك الله ويكفي من اتَّبعك من المؤمنين
﴿يا أيها النبيُّ حرِّض المؤمنين على القتال﴾ حُضَّهم على نصر دين الله ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ يريد: الرَّجل منكم بعشرة منهم في الحرب ﴿وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الذين كفروا بأنَّهم قومٌ لا يفقهون﴾ أَيْ: هم على جهالةٍ فلا يثبتون إذا صدقتموهم القتال خلاف مَنْ يقاتل على بصيرةٍ يرجو ثواب الله وكان الحكم على هذا زماناً يُصابر الواحد من المسلمين العشرة من الكفَّار فتضرَّعوا وشكوا إلى الله عز وجل ضعفهم فنزل:


الصفحة التالية
Icon