﴿لولا كتاب من الله سبق﴾ يا محمَّد أنَّ الغنائم وفداء الأسرى لك ولأمَّتك حلال ﴿لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ﴾ من الفِداء ﴿عذاب عظيم﴾ فلمَّا نزل هذا أمسكوا أيديهم عمَّا أخذوا من الغنائم فنزل:
﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ بطاعته ﴿إنَّ الله غفور﴾ غفر لكم ما أخذتم من الفِداء ﴿رحيم﴾ رحمكم لأنَّكم أولياؤه
﴿يأ أيها النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً﴾ إرادةً للإِسلام ﴿يؤتكم خيراً مما أخذ منكم﴾ من الفِداء يعني: إِنْ أسلمتم وعلم الله إسلام قلوبكم أخلف عليكم خيراً ممَّا أُخذ منكم ﴿ويغفر لكم﴾ ما كان من كفركم وقتالكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
﴿وإن يريدوا خيانتك﴾ وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: آمنَّا بك ونشهد أنَّك رسول الله فقال الله تعالى: إن خانوك وكان قولهم هذا خيانة ﴿فقد خانوا الله من قبل﴾ كفروا به ﴿فأمكن منهم﴾ المؤمنين ببدرٍ وهذا تهديدٌ لهم إن عادوا إلى القتال ﴿والله عليم﴾ بخيانةٍ إن خانوها ﴿حكيم﴾ في تدبيره ومجازاته إيَّاهم
﴿إنَّ الذين آمنوا وهاجروا﴾ الآية نزلت في الميراث كانوا في ابتداء الإسلام يتوارثون بالهجرة والنُّصرة فكان الرَّجل يُسلم ولا يهاجر فلا يرث أخاه فذلك قوله: ﴿الذين آمنوا وهاجروا﴾ هجروا قومهم وديارهم وأموالهم ﴿وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ يعني: الأنصار أسكنوا المهاجرين ديارهم ونصروهم ﴿أولئك بعضهم أولياء بعض﴾ أيْ: هؤلاء الذين يتوارثون بعضهم من بَعْضٍ
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ من ولايتهم من شيء﴾ أَيْ: ليسوا بأولياء ولا يثبت التَّوارث بينكم وبينهم ﴿حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين﴾ يعني: هؤلاء الذين لم يهاجروا فلا تخذلوهم وانصروهم ﴿إلاَّ﴾ أن يستنصروكم ﴿عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾ عهدٌ فلا تغدروا ولا تعاونوهم


الصفحة التالية
Icon