﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله﴾ من الذين افتخروا بعمارة البيت وسقي الحاجِّ ﴿وأولئك هم الفائزون﴾ الذين ظفروا بأمنيتهم
﴿يبشرهم ربهم برحمة منه﴾ الآية أَيْ: يعلمهم في الدُّنيا ما لهم في الآخرة
﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عظيم﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم﴾ الآية لمَّا أُمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بالهجرة إلى المدينة كان من النَّاس مَنْ يتعلَّق به زوجته وولده وأقاربه ويقولون: ننشدك بالله أن تضيِّعنا فيرقُّ لهم ويدع الهجرة فأنزل الله تعالى: ﴿لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء﴾ أصدقاء تُؤثرون المقام بين أظهرهم على الشجرة ﴿إن استحبوا﴾ اختاروا ﴿الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هم الظالمون﴾ أَيْ: مشركون مثلهم فلمَّا نزلت هذه الآية قالوا: يا نبيَّ الله إن نحن اعتزلنا مَنْ خالفنا في الدِّين نقطع آباءنا وعشائرنا وتذهب تجارتنا وتخرب ديارنا فأنزل الله تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وعشيرتكم وأموال اقترفتموها﴾ أَيْ: اكتسبتموها ﴿فتربصوا﴾ مقيمين بمكَّة ﴿حتى يأتي الله بأمره﴾ فتح مكَّة فيسقط فرض الهجرة وهذا أمر تهديد ﴿والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ تهديدٌ لهؤلاء بحرمان الهداية


الصفحة التالية
Icon