﴿لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم﴾ أَيْ: ظهر كفركم بعد إظهاركم الإِيمان ﴿إِنْ نَعْفُ عن طائفة منكم نعذب طائفة﴾ وذلك أنَّهم كانوا ثلاثة نفر فهزئ اثنان وضحك واحد وهو المعفو عنه فلمَّا نزلت هذه الآية برئ من النِّفاق
﴿المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض﴾ على دين بعض ﴿يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ﴾ بالكفر بمحمد ﷺ ﴿وينهون عن المعروف﴾ عن اتِّباعه ﴿وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾ عن النَّفقة في سبيل الله ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ تركوا أمر الله فتركهم من كلِّ خيرٍ وخذلهم ﴿إنَّ المنافقين هم الفاسقون﴾ الخارجون عمَّا أمر الله
﴿وعد الله المنافقين﴾ الآية ظاهرة ثم خاطبهم فقال:
﴿كالذين من قبلكم﴾ أَيْ: فعلتم كأفعال الذين من قبلكم ﴿فاستمتعوا بخلاقهم﴾ رضوا بنصيبهم من الدُّنيا ففعلتم أنتم أيضاً مثل ما فعلوا ﴿وخضتم﴾ في الطَّعن على النبي ﷺ كما خاضوا في الطَّعن على أنبيائهم ﴿أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ في الدنيا والآخرة﴾ لأنَّها لا تُقبل منهم ولا يُثابون عليها


الصفحة التالية
Icon