﴿سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم﴾ إذا رجعتم ﴿إليهم﴾ من تبوك أنَّهم ما قدروا على الخروج ﴿لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾ إعراض الصَّفح ﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾ اتركوا كلامهم وسلامهم ﴿إِنَّهُمْ رِجْسٌ﴾ إنَّ عملهم قبيح من عمل الشيطان ثمَّ نزل في أعاريب أسد وغطفان:
﴿يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾
﴿الأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً﴾ من أهل المدر لأنَّهم أجفى وأقسى ﴿وأجدر﴾ وأولى وأحق ﴿أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله﴾ من الحلال والحرام
﴿وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا﴾ لأنَّه لا يرجو له ثواباً ﴿وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدوائر﴾ وينتظر أن ينقلب الأمر عليكم بموت الرَّسول عليه السَّلام ﴿عليهم دائرة السوء﴾ عليهم يدور البلاء والخزي فلا يرون في محمد ودينه إلاَّ ما يسوءهم ثمَّ نزل في مَنْ أسلم منهم:
﴿وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ﴾ يتقرَّب بذلك إلى الله عز وجل ﴿وصلوات الرسول﴾ يعني: دعاءه بالخير والبركة والمعنى: أنَّه يتقرَّب بصدقته ودعاء الرَّسول إلى الله ﴿ألاَ إنّها قربة لهم﴾ أَيْ: نورٌ ومكرمةٌ عند الله


الصفحة التالية
Icon