﴿أفمن أسس بنيانه﴾ أَيْ: بناءه الذي بناه ﴿على تقوى من الله﴾ مخافة الله ورجاء ثوابه وطلب مرضاته ﴿خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جرف هار﴾ على حرف مهواةٍ ﴿فانهار به﴾ أُوقع بنيانه ﴿في نار جهنم﴾ وهذا مَثَل والمعنى: إنَّ بناء هذا المسجد كبناءٍ على حرفِ جهنَّم يتهوَّر بأهله فيها لأنَّه معصيةٌ وفعلٌ لما كرهه الله من الضِّرار
﴿لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قلوبهم﴾ شكَّاً في قلوبهم ﴿إلاَّ أن تقطَّع قلوبهم﴾ بالموت والمعنى: لا يزالون في شكٍّ منه إلى الموت يحسبون أنَّهم كانوا في بنائه محسنين ﴿والله عليم﴾ بخلقه ﴿حكيم﴾ فيما جعل لكلِّ أحدٍ
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ﴾ الآية نزلت في بيعة العقبة لمَّا بايعت الأنصار رسول الله ﷺ على أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً وأن يمنعوه ممَّا يمنعون أنفسهم قالوا: فإذا فعلنا ذلك يا رسول الله فماذا لنا؟ قال: الجنَّة قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت هذه الآية ومعنى: ﴿اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجنة﴾ أنَّ المؤمن إذا قاتل في سبيل الله حتى يُقتل وأنفق ماله في سبيل الله أخذ من الجنَّة في الآخرة جزاءً لما فعل وقوله: ﴿وعداً﴾ أَيْ: وعدهم اللَّهُ الجنَّة وعداً ﴿عليه حقاً﴾ لا خلف فيه ﴿في التوراة والإِنجيل والقرآن﴾ أَيْ: إنَّ الله بيَّن في الكتابين أنَّه اشترى من أمة محمَّدٍ أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنَّة كما بيَّن في القرآن ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ أَيْ: لا أحدٌ أوفى بما وعد من الله ثمًّ مدحهم فقال:


الصفحة التالية
Icon