﴿أنَّ الله له ملك السماوات وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نصير﴾
﴿وعلى الثلاثة الذين خلفوا﴾ أَي: عن التَّوبة عليهم يعني: مَنْ ذكرناهم في قوله: ﴿وأخرون مرجون لأمر الله﴾ ﴿حتى إذا ضاقت عليهم الأرض﴾ لأَنَّهم كانوا مهجورين لا يُعاملون ولا يُكلَّمون ﴿وضاقت عليهم أنفسهم﴾ بالهمِّ الذي حصل فيها ﴿ظنوا﴾ أيقنوا ﴿أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ﴾ أن لا مُعتَصَم من عذاب الله إلاَّ به ﴿ثمَّ تاب عليهم ليتوبوا﴾ أَيْ: لطف بهم في التَّوبة ووفَّقهم لها
﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ يعني: أهل الكتاب ﴿اتقوا الله﴾ بطاعته ﴿وكونوا مع الصادقين﴾ محمدٍ وأصحابه يأمرهم أن يكونوا معهم في الجهاد والشدة والرخاء وقوله:
﴿ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه﴾ لا يرضوا لأنفسهم بالخفض والدَّعَة ورسولُ الله ﷺ في الحرِّ والمشقَّة ﴿ذَلِكَ﴾ أَيْ: ذلك النَّهي عن التَّخلُّف ﴿بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ﴾ وهو شدَّة العطش ﴿وَلا نصب﴾ إعياء من التَّعب ﴿ولا مخمصة﴾ مجاعةٌ ﴿ولا يطؤون موطئاً﴾ ولا يقفون موقفاً ﴿يغيظ الكفار﴾ يُغضبهم ﴿وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا﴾ أسراً وقتلاً إلاَّ كان ذلك قُربةً لهم عند الله