﴿وما كان الناس إلاَّ أمة واحدة﴾ يعني: من لدن عهد إبراهيم عليه السَّلام إلى أن غيَّر الدِّين عمرو بن لُحي ﴿فاختلفوا﴾ واتَّخذوا الأصنام ﴿ولولا كلمة سبقت من ربك﴾ بتأخير عذاب هذه الأُمَّة إلى القيامة ﴿لقضي بينهم﴾ بنزول العذاب
﴿ويقولون﴾ يعني: أهل مكَّة: ﴿لولا﴾ هلاَّ ﴿أنزل عليه آية من ربه﴾ مثلُ العصا وما جاءت به الأنبياء ﴿فقل إنما الغيب لله﴾ أَيْ: إنَّ قولكم: هلا أنزل عليه آية غيبٌ وإنَّما الغيب لله لا يعلم أحدٌ لمَ لمْ يفعل ذلك ﴿فَانْتَظِرُوا﴾ نزول الآية ﴿إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾
﴿وإذا أذقنا الناس﴾ كفار مكَّة ﴿رحمة﴾ مطراً وخَصْباً ﴿من بعد ضرَّاء مستهم﴾ فقرٍ وبؤسٍ ﴿إذا لهم مكر في آياتنا﴾ قولٌ بالتَّكذيب أَيْ: إذا أخصبوا بطروا فاحتالوا لدفع آيات الله ﴿قل الله أسرع مكراً﴾ أسرع نقمةً يعني: إنَّ ما يأتيهم من العقاب أسرعُ في أهلاكهم ممَّا أتوه من المكر في إبطال آيات الله ﴿إنَّ رسلنا﴾ يعني: الحفظة ﴿يكتبون ما تمكرون﴾ للمجازاة به في الآخرة
﴿هو الذي يسيِّركم في البر﴾ على المراكب والظُّهور ﴿والبحر﴾ على السُّفن ﴿حتى إذا كنتم في الفلك﴾ السُّفن ﴿وجرين بهم﴾ يعني: وجرت السُّفن بمَنْ ركبها في البحر ﴿بريح طيبة﴾ رُخاءٍ ليِّنةٍ ﴿وفرحوا﴾ بتلك الرِّيح للينها واستوائها ﴿جاءتها ريحٌ عاصف﴾ شديدةٌ ﴿وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ﴾ وهو ما ارتفع من الماء ﴿من كلِّ مكان﴾ من البحر ﴿وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ﴾ دنوا من الهلاك ﴿دَعَوُا الله مخلصين له الدين﴾ تركوا الشِّرك وأخلصوا لله الرُّبوبيَّة وقالوا ﴿لَئِنْ أنجيتنا من هذه﴾ الرِّيح العاصفة ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ الموحِّدين الطَّائعين


الصفحة التالية
Icon