﴿فذلكم الله ربكم الحق﴾ أَي: الذي هذا كلُّه فِعْلُه هو الحقُّ ليس هؤلاء الذين جعلتم معه شركاء ﴿فماذا بعد الحق﴾ بعد عبادة الله ﴿إلاَّ الضلال﴾ يعني: عبادة الشَّيطان ﴿فأنى تصرفون﴾ يريد: كيف تُصرف عقولكم إلى عبادة من لا يرزق ولا يحيي ولا يميت
﴿كذلك﴾ هكذا ﴿حقت﴾ صدَّقت ﴿كلمة ربك﴾ بالشَّقاوة والخذلان ﴿على الذين فسقوا﴾ تمرَّدوا في الكفر ﴿أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾
﴿قل هل من شركائكم﴾ يعني: آلهتكم ﴿من يهدي﴾ يرشد ﴿إلى الحق﴾ إلى دين الإسلام ﴿قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ﴾ أَيْ: إلى الحقِّ ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أحق أن يتبع أمن لا يهدي﴾ أَي: الله الذي يهدي ويرشد إلى الحقِّ أهلَ الحقِّ أحقُّ أن يتَّبع أمره أم الأصنام التي لا تهدي أحداً ﴿إلاَّ أن يُهدى﴾ يُرشد وهي - وإنْ هُديت - لم تهتد ولكنَّ الكلام نزل على أنَّها إِن هُديت اهتدت لأنَّهم لمَّا اتخذوها آلهة عبر عنها كما يُعبَّر عمَّن يعلم ﴿فما لكم﴾ أيُّ شيءٍ لكم في عبادة الأوثان وهذا كلامٌ تامٌّ ﴿كيف تحكمون﴾ يعني: كيف تقضون حين زعمتم أنَّ مع الله شريكاً