﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كلهم جميعاً﴾ الآية كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حريصاً على أن يؤمن جميع الناي فأخبره الله سبحانه أنَّه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السَّعادة وهو قوله:
﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ الله﴾ أَيْ: إلاَّ بما سبق لها في قضاء الله وقدره ﴿ويجعل الرجس﴾ العذاب ﴿على الذين لا يعقلون﴾ عن الله تعالى أمره ونهيه وما يدعوهم إليه
﴿قل﴾ للمشركين الذين يسألونك الآيات: ﴿انظروا ماذا﴾ أي: الذي أعظم منها ﴿في السماوات والأرض﴾ من الآيات والعبر التي تدلُّ على وحدانيَّة الله سبحانه فيعلموا أنَّ ذلك كلَّه يقتضي صانعاً لا يشبه الأشياء ولا تشبهه ثمَّ بيَّن أنَّ الآيات لا تُغني عمَّن سبق في علم الله سبحانه أنَّه لا يؤمن فقال: ﴿وما تغني الآيات والنذر﴾ جمع نذير ﴿عن قومٍ لا يؤمنون﴾ يقول: الإنذار غير نافعٍ لهؤلاء
﴿فهل ينتظرون﴾ أَيْ: يجب ألا ينتظروا بعد تكذيبك ﴿إلاَّ مثل أيام الذين خلوا من قبلهم﴾ إلاَّ مثل وقائع الله سبحانه فيمَنْ سلف قبلهم من الكفَّار


الصفحة التالية
Icon