﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ﴾ إلى أجلٍ وحينٍ معلومٍ ﴿ليقولَّن ما يحبسه﴾ ما يحبس العذاب عنا؟ تكذيباً واستهزاء فقال الله تعالى: ﴿أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عنهم﴾ إذا أخذتهم سيوف المسلمين لم تغمد عنهم حتى يُباد الكفر وتعلوَ كلمة الإِخلاص ﴿وحاق﴾ نزل وأحاط ﴿بهم﴾ جزاء ﴿ما كانوا به يستهزئون﴾ وهو العذاب والقتل
﴿ولئن أذقنا الإِنسان﴾ يعني: الوليد بن مغيرة ﴿منَّا رحمة﴾ رزقاً ﴿ثمَّ نزعناها منه إنه ليؤوس﴾ مُؤْيَسٌ قانطٌ ﴿كَفُور﴾ كافرٌ بالنِّعمة يريد: إنَّه لجهله بسعة رحمة الله يستشعر القنوط واليأس عند نزول الشِّدَّة
﴿ولئن أذقناه نعماء﴾ الآية معناه: إنَّه يبطر فينسى حال الشِّدَّة ويترك حمد الله ما صرف عنه وهو قوله: ﴿ليقولنَّ ذهب السيئات عني﴾ فارقني الضُّرُّ والفقر ﴿إنه لفرحٌ فخورٌ﴾ يُفاخر المؤمنين بما وسَّعَ الله عليه ثمَّ ذكر المؤمنين فقال:
﴿إلاَّ الذين صبروا﴾ والمعنى: لكن الذبن صبروا على الشِّدَّة والمكاره ﴿وعملوا الصالحات﴾ في السَّراء والضراء
﴿فلعلك تاركٌ﴾ الآية قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنا بكتابٍ ليس فيه سبُّ آلهتنا حتى نتَّبعك وقال بعضهم: هلاَّ اُنزل عليك مَلَكٌ يشهد لك بالنُّبوَّة والصِّدق أو تُعطى كنزاً تستغني به أنت وأتباعك فهمَّ رسولُ الله ﷺ أن يدع سبَّ آلهتهم فأنزل الله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ﴾ أَيْ: لعظيم ما يرد على قابك من تخليطهم تتوهَّم أنَّهم يُزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربِّك ﴿وَضَائِقٌ به صدرك أن يقولوا﴾ أَيْ: ضائق صدرك بأن يقولوا ﴿لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ﴾ عليك أن تنذرهم وليس أن تأتيهم بما يقترحون ﴿والله على كل شيء وكيل﴾ حافظٌ لكلِّ شيءٍ