﴿أم يقولون﴾ بل أيقولون ﴿افتراه﴾ افترى القرآن وأتى به من قبل نفسه ﴿قل فأتوا بعشر سورٍ مثله﴾ مثل القرآن في البلاغة ﴿مُفترياتٍ﴾ بزعمكم ﴿وادعوا من استطعتم من دون الله﴾ إلى المعاونة على المعارضة ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ أنه افتراء
﴿فإلم يستجيبوا لكم﴾ فإن لم يستجب لكم مَنْ تدعونهم إلى المعاونة ولم يتهيَّأ لكم المعارضة فقد قامت عليكم الحجَّة ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بعلم الله﴾ أَيْ: أُنزل والله عالمٌ بإنزاله وعالمٌ أنَّه من عنده ﴿فهل أنتم مسلمون﴾ استفهامٌ معناه الأمر كقوله: ﴿فهل أنتم منتهون﴾
﴿من كان يريد الحياة الدنيا﴾ أَيْ: مَنْ كان يريدها من الكفَّار ولا يؤمن بالبعث ولا بالثَّواب والعقاب ﴿نوف إليهم أعمالهم﴾ جزاء أعمالهم في الدُّنيا يعني: إنَّ مَنْ أتى من الكافرين فِعلاً حسناً من إطعام جائعٍ وكسوة عارٍ ونصرة مظلومٍ من المسلمين عُجِّل له ثواب ذلك في دنياه بالزِّيادة في ماله ﴿وهم فيها﴾ في الدُّنيا ﴿لا يُبخسون﴾ لا يُنقصون ثواب ما يستحقُّون فإذا وردوا الآخرة وردوا على عاجل الحسرة إذ لا حسنة لهم هناك وهو قوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon