﴿قال قائل منهم﴾ وهو يهوذا أكبر إخوته: ﴿لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب﴾ في موضعٍ مظلمٍ من البئر لا يلحقه نظر النَّاظرين ﴿يلتقطه بعض السيارة﴾ مارَّة الطَّريق ﴿إن كنتم فاعلين﴾ ما قصدتم من التًّفريق بينه وبين أبيه فلمَّا تآمروا بينهم ذلك وعزموا على طرحه في البئر
﴿قَالُوا﴾ لأبيهم ﴿مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يوسف﴾ لِمَ تخافنا عليه؟ ﴿وإنا له لناصحون﴾ في الرَّحمة والبرِّ والشَّفقة
﴿أرسله معنا غداً﴾ إلى الصحراء ﴿يرتع ويلعب﴾ نسعى وننشط ﴿وإنا له لحافظون﴾ من كلِّ ما تخافه عليه
﴿قال إني ليحزنني أن تذهبوا به﴾ ذهابكم به يحززني لأنَّه يفارقني فلا أراه ﴿وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذئب﴾ وذلك أنَّ أرضهم كانت مذأبة ﴿وأنتم عنه غافلون﴾ مشتغلون برعيتكم
﴿قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة﴾ جماعةٌ بحضرته ﴿إنا إذاً لخاسرون﴾ لعاجزون
﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غيابة الجب﴾ وعزموا على ذلك أوحينا إلى يوسف في البئر تقويةً لقلبه: لتصدقنَّ رؤياك ولَتُخبِرِنَّ إخوتك بصنيعهم هذا بعد هذا اليوم ﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ بأنَّك يوسف في وقت إخبارك إياهم