﴿ولقد همت به وهمَّ بها﴾ طمعت فيه وطمع فيها ﴿لولا أن رأى برهان ربِّه﴾ وهو أنَّه مُثِّل له يعقوب عليه السَّلام عاضَّاً على أصابعه يقول: أتعمل عمل الفجَّار وأنت مكتوبٌ في الأنبياء فاستحيا منه وجواب لولا محذوف على معنى: لولا أن لاأى برهان ربِّه لأمضى ما همَّ به ﴿كذلك﴾ أَيْ: أريناه البرهان ﴿لنصرف عنه السوء﴾ وهو حيانة صاحبه ﴿والفحشاء﴾ ركوب الفاحشة ﴿إنَّه من عبادنا المخلصين﴾ الذين أخلصوا دينهم لله سبحانه
﴿واستبقا الباب﴾ وذلك أنَّ يوسف عليه السَّلام لمَّا رأى البرهان قام مُبادراً إلى الباب واتَّبعته المرأة تبغي التَّشبُّث به فلم تصل إلاَّ إلى دُبر قميصه فقدَّته ووجدا زوج المرأة عند الباب فحضرها في الوقت كيدٌ فأوهمت زوجها أنَّ الذي تسمع من العدو والمبادرة إلى الباب كان منها لا من يوسف فـ ﴿قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا﴾ تريد الزِّنا ﴿إلاَّ أن يسجن﴾ يحبس في الحبس ﴿أو عذاب أليم﴾ بالضَّرب فلمَّا قالت ذلك غضب يوسف و ﴿قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ﴾ وحكم حاكمٌ وبيَّن مبيِّنٌ ﴿من أهلها﴾ وهو ابنُ عمِّ المرأة فقال: ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وهو من الكاذبين﴾