﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ﴾ مُجدباتٌ صعابٌ وهذه تأويل البقرات العجاف ﴿يأكلن﴾ يُفنين ويُذهبن ﴿مَا قدَّمتم لهن﴾ من الحَبِّ ﴿إلاَّ قليلاً ممَّا تحصنون﴾ تحرزون وتدَّخرون
﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يغاث الناس وفيه يعصرون﴾ يمطرون ويخصبون حتى يعصروا من السِّمسم الدُّهن ومن العنب الخمر ومن الزَّيتون الزَّيت فرجع الرَّسول بتأويل الرُّؤيا إلى الملك فعرف الملك أنَّ ذلك تأويلٌ صحيحٌ فقال:
﴿ائتوني﴾ بالذي عبَّر رؤياي فجاء الرَّسول يوسف وقال: أجب الملك فقال للرسول: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ﴾ يعني: الملك ﴿فاسأله﴾ أن يسأل ﴿ما بال النسوة﴾ ما حالهنَّ وشأنهنَّ ليعلم صحَّة براءتي ممَّا قُذفت به وذلك أنَّ النِّسوة كنَّ قد عرفن براءته بإقرار امرأة العزيز عندهنَّ وهو قولها: ﴿ولقد راودته عن نفسه فاستعصم﴾ فأحبَّ يوسف عليه السَّلام أن يُعلم الملك أنَّه حبس ظلما وأنه برئ ممَّا قُذِف به فسأله أن يستعلم النِّسوة عن ذلك ﴿إن ربي بكيدهنَّ﴾ ما فعلن في شأني حين رأينني وما قلن لي ﴿عليم﴾ فدعا الملك النسوة فقال:
﴿ما خطبكنَّ﴾ ما قصتكنَّ وما شأنكنَّ ﴿إذ راودتنَّ يوسف عن نفسه﴾ جمعهنَّ في المراودة لأنه يعلم مَنْ كانت المُراوِدة ﴿قلن حاشَ لله﴾ بَعُدَ يوسف عمَّا يُتَّهم به ﴿مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ﴾ من زنا فلمَّا برَّأْنَهُ أقرَّت امرأة العزيز فقالت: ﴿الآن حصحص الحق﴾ أَيْ: بان ووضح وذلك أنَّها خافت إنْ كذَّبت شهدت عليها النِّسوة فقالت: ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ في قوله: ﴿هي راودتني عن نفسي﴾


الصفحة التالية
Icon