﴿ولما فتحوا متاعهم﴾ ما حملوه من مصر ﴿وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا ما نبغي﴾ منك شيئاً تردُّنا به وتصرفنا إلى مصر ﴿هذه بضاعتنا ردت إلينا﴾ فنتصرَّف بها ﴿ونميرُ أهلنا﴾ نجلب إليهم الطَّعام ﴿ونزداد كيل بعير﴾ نزيد حِمْل بعيرٍ من الطَّعام لأنَّه كان يُكال لكلِّ رجلٍ وِقْر بعير ﴿ذلك كيلٌ يسير﴾ متيسر على من يكبل لنا لسخائه
﴿قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا من الله﴾ حتى تحلفوا بالله ﴿لَتَأْتُنَّني به إلاَّ أن يحاط بكم﴾ إلا أن تموتوا كلُّكم ﴿فلما آتَوْهُ موثقهم﴾ عهدهم ويمينهم ﴿قال﴾ يعقوب عليه السَّلام: ﴿الله على ما نقول وكيل﴾ شهيد فلمَّا أرادوا الخروج من عنده قال:
﴿يا بني لا تدخلوا﴾ مصر ﴿مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ متفرقة﴾ خاف عليهم العين فأمرهم بالتَّفرقة ﴿وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ يعني: إنَّ الحذر لا يُغني ولا ينفع من القدر
﴿ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم﴾ وذلك أنَّهم دخلوا مصر متفرِّقين من أربعة أبواب ﴿مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شيء﴾ ما كان ذلك ليردَّ قضاءً قضاه الله سبحانه ﴿إلاَّ حاجةً﴾ لكن حاجةً يعني: إنَّ ذلك الدّخول قضى حاجةً في نفس يعقوب عليه السَّلام وهي إرادته أن يكون دخولهم من أبوابٍ متفرِّقةٍ شفقةً عليهم ﴿وإنه لذو علم لما علمناه﴾ لذو يقينٍ ومعرفةٍ بالله سبحانه ﴿ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ أنَّ يعقوب عليه السَّلام بهذه الصِّفة


الصفحة التالية
Icon