﴿ولما فصلت العير﴾ خرجت من مصر مُتوجِّهةً إلى كنعان ﴿قَالَ أَبُوهُمْ﴾ لمن حضره: ﴿إني لأجد ريح يوسف﴾ وذلك أنَّه هاجت الرِّيح فحملت ريح القميص واتَّصلت بيعقوب فوجد ريح الجنَّة فعلم أنَّه ليس في الدُّنيا من ريح الجنَّة إلاَّ ما كان من ذلك القميص ﴿ولا أن تفندون﴾ تُسفِّهوني وتُجهِّلوني
﴿قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم﴾ شقائك القديم ممَّا تكابد من الأحزان على يوسف وخطئك في النزاع إليه على عهده منك وكان عندهم أنَّه قد مات وقوله:
﴿فارتدَّ بصيراً﴾ أَيْ: عاد ورجع بصيرا وقوله:
﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كنا خاطئين﴾
﴿سوف أستغفر لكم ربي﴾ أخَّر ذلك إلى السَّحَر ليكون أقرب إلى الإجابة وكان قد بعث يوسف عليه السًّلام مع البشير إلى يعقوب عليه السَّلام عُدَّة المسير إليه فتهيَّأ يعقوب وخرج مع أهله إليه فذلك قوله:
﴿فلما دخلوا على يوسف آوى إليه﴾ أَيْ: ضمَّ إليه ﴿أبويه﴾ أباه وخالته وكانت أمُّه قد ماتت ﴿وقال ادخلوا مصر﴾ وذلك أنَّه كان قد استقبلهم فقال لهم قبل دخول مصر: ادخلوا مصر آمنين إن شاء الله وكانوا قبل ذلك يخافون دخول مصر إلاَّ بجوازٍ من ملوكهم
﴿ورفع أبويه على العرش﴾ أجلسهما على السَّرير ﴿وخرُّوا له سجداً﴾ سجدوا ليوسف سجدة التَّحيَّة وهو الانحناء ﴿وقد أحسن بي﴾ إليَّ ﴿إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ البدو﴾ وهو البسيط من الأرض وكان يعقوب وولده بأرض كنعان أهل مواشٍ وبريَّة ﴿من بعد أن نزغ الشيطان﴾ أفسد ﴿بيني وبين إخوتي﴾ بالحسد ﴿إنَّ ربي لطيف لما يشاء﴾ عالم بدقائق الأمور ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ﴾ بخلقه ﴿الحكيم﴾ فيهم بما شاء ثمَّ دعا ربَّه وشكره فقال: