﴿وكأين﴾ وكم ﴿من آية﴾ دلالةٍ تدلُّ على التَّوحيد ﴿في السماوات والأرض﴾ من الشَّمس والقمر والنُّجوم والجبال وغيرها ﴿يمرُّون عليها﴾ يتجاوزونها غير مُتفكِّرين ولا معتبرين فقال المشركون: فإنَّا نؤمن بالله الذي خلق هذه الأشياء فقال: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله﴾ في إقراره بأنَّ الله خلقه وخلق السماوات والأرض إلاَّ وهو مشركٌ بعبادة الوثن
﴿أَفَأَمِنُوا﴾ يعني: المشركين ﴿أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عذاب الله﴾ عقوبة تغشاهم وتنبسط عليهم
﴿قل﴾ لهم ﴿هذه﴾ الطَّريقة التي أنا عليها ﴿سبيلي﴾ سنتي ومنهاجي ﴿أدعو إلى الله﴾ وتمَّ الكلام ثمَّ قال: ﴿على بصيرة أنا﴾ أَيْ: على دينٍ ويقينٍ ﴿ومن اتبعني﴾ يعني: أصحابه وكانوا على أحسن طريقة ﴿وسبحان الله﴾ أَيْ: وقل: سبحان الله تنزيهاً لله تعالى عمَّا أشركوا ﴿وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ الذين اتَّخذوا مع الله ندا
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إليهم من أهل القرى﴾ يريد: لم نبعث قبلك نبيَّاً إلاَّ رجالاً غير امرأةٍ وكانوا من أهل الأمصار ولم نبعث من باديةٍ وهذا ردٌّ لإِنكارهم نبوَّته يريد: إنَّ الرُّسل من قبلك كانوا على مثل حالك ومَنْ قبلهم من الأمم كانوا على مثل حالهم فأهلكناهم فذلك قوله: ﴿أفلم يسيروا في الأرض فينظروا﴾ إلى مصارع الأمم المُكذِّبة فيعتبروا بهم ﴿وَلَدَارُ الآخِرَةِ﴾ يعني: الجنَّة ﴿خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ الشِّرك في الدُّنيا ﴿أفلا تعقلون﴾ هذا حتى تُؤمنوا؟ !