﴿ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة﴾ يعني: مشركي مكَّة حين سألوا رسول الله ﷺ أن يأتيهم بالعذاب استهزاءً يقول: ويستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به وهو قوله: ﴿قبل الحسنة﴾ يعني: إحسانه إليهم في تأخير العقوبة عنهم إلى يوم القيامة ﴿وقد خلت من قبلهم المَثُلاتُ﴾ وقد مضت من قبلهم العقوبات في الأمم المُكذِّبة فلم يعتبروا بها ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ﴾ بالتَّوبة يعني: يتجاوز عن المشركين إذا آمنوا ﴿وإنَّ ربك لشديد العقاب﴾ يعني: لمَنْ أصرَّ على الكفر
﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ من ربِّه﴾ هلاَّ أتانا بآيةٍ كما أتى به موسى من العصا واليد ﴿إنما أنت منذر﴾ بالنَّار لمَنْ عصى وليس إليك من الآيات شيءٌ ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هاد﴾ نبيٌّ وَدَاعٍ إلى الله عز وجل يدعوهم لما يُعطَى من الآيات لا بما يريدون ويتحكَّمون
﴿الله يعلم ما تحملُ كلُّ أنثى﴾ من علقةٍ ومضغةٍ وزائدٍ وناقصٍ وذَكَرٍ وأنثى ﴿وما تَغِيضُ الأرحام﴾ تنقصه من مدَّة الحمل التي هي تسعة أشهر ﴿وما تزداد﴾ على ذلك ﴿وكلُّ شيءٍ عنده بمقدار﴾ علم كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديراً
﴿عالم الغيب﴾ ما غاب عن جميع خلقه ﴿والشهادة﴾ وما شهده الخلق ﴿الكبير﴾ العظيم القدر ﴿المتعال﴾ عمّا يقوله المشركون