﴿له دعوة الحق﴾ لله من خلقه الدعوة الحقُّ وهي كلمة التَّوحيد لا إله إلاَّ الله ﴿والذين يدعون﴾ يعني: المشركون يدعون ﴿من دونه﴾ الأصنام ﴿لا يستجيبون لهم بشيء إلاَّ كباسط﴾ إلاَّ كما يستجاب للذي يبسط كفيه يشير إلى الماء ويدعوه إلى فيه ﴿إلاَّ في ضلال﴾ هلاكٍ وبطلانٍ
﴿ولله يسجد مَنْ في السماوات والأرض طوعاً﴾ يعني: الملائكة والمؤمنين ﴿وكرهاً﴾ وهم مَنْ أُكرهوا على السُّجود فسجدوا لله سبحانه من خوف السَّيف واللَّفظ عامٌّ والمراد به الخصوص ﴿وظلالهم بالغدو والآصال﴾ كلُّ شخصٍ مؤمنٍ أو كافرٍ فإنَّ ظلَّه يسجد لله ونحن لا نقف على كيفية ذلك
﴿قل﴾ يا محمد للمشركين: ﴿من رب السماوات والأرض﴾ ؟ ثمَّ أخبرهم فقل: ﴿الله﴾ لأنَّهم لا ينكرون ذلك ثمَّ ألزمْهم الحجَّة فقلْ: ﴿أفاتخذتم من دونه أولياء﴾ تولَّيتم غير ربِّ السَّماء والأرض أصناماً ﴿لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرَّاً﴾ ثمَّ ضرب مثلاً للذين يعبدها والذي يعبد الله سبحانه فقال: ﴿قل هل يستوي الأعمى﴾ المشرك ﴿والبصير﴾ المؤمن ﴿أم هل تستوي الظلمات﴾ الشِّرك ﴿والنور﴾ الإِيمان ﴿أم جعلوا لله شركاء﴾ الآية يعني: أجعلوا لله شركاء خلقوا مثل ما خلق الله فتشابه خلق الشُّركاء بخلق الله عندهم؟ وهذه استفهامُ إنكارٍ أَيْ: ليس الأمرُ على هذا حتى يشتبه الأمر بل الله سبحانه هو المتفرِّد بالخلق وهو قوله: ﴿قل الله خالق كلِّ شيء﴾


الصفحة التالية
Icon