﴿وكذلك﴾ وكما أنزلنا الكتاب على الأنبياء بلسانهم ﴿أنزلناه حُكْماً عربياً﴾ يعني: القرآن لأنَّه به يحكم ويفصل بين الحقِّ والباطل وهو بلغة العرب ﴿ولئن اتبعت أهواءهم﴾ وذلك أنَّ المشركين دعوه إلى ملَّة آبائه فتوعَّده الله سبحانه على ذلك بقوله: ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واق﴾
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أزواجاً﴾ ينكحونهنَّ ﴿وذرية﴾ وأولاداً أنسلوهم وذلك أنَّ اليهود عيَّرت رسول الله ﷺ بكثرة النِّساء وقالوا: ما له همَّةٌ إلاَّ النِّساء والنِّكاح ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بإذن الله﴾ أَيْ: بإطلاقه له الآية وهذا جوابٌ للذين سألوه أن يوسِّع لهم مكَّة ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ لكلِّ أجلٍ قدَّره الله ولكلِّ أمرٍ قضاه كتابٌ أثبت فيه فلا تكون آيةٌ إلاَّ بأجلٍ قد قضاه الله تعالى في كتابٍ
﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكتاب﴾ اللَّوح المحفوظ يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء وظاهر هذه الآية على العموم وقال قوم: إلاَّ السَّعادة والشَّقاوة والموت والرزق والخلق والخلق


الصفحة التالية
Icon