﴿وقال الشيطان﴾ يعني: إبليس ﴿لما قضي الأمر﴾ فصار أهل الجنَّة في الجنَّة وأهل النَّار في النَّار وذلك أنَّ أهل النَّار حينئذٍ يجتمعون باللائمة على إبليس فيقوم خطيباً ويقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ﴾ يعني: كون هذا اليوم فصدقكم وعده ﴿ووعدتكم﴾ أنَّه غير كائنٍ ﴿فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ﴾ أَيْ: ما أظهرت لكم حجَّةً على ما وعدتكم ﴿إلاَّ أن دعوتكم﴾ لكن دعوتكم ﴿فاستجبتم لي﴾ فصدَّقتموني ﴿فلا تلوموني ولوموا أنفسكم﴾ حيث أجبتموني من غير برهانٍ ﴿مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ﴾ بمغيثكم ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ من قبل﴾ بإشراككم إيَّاي مع الله سبحانه في الطَّاعة إنَّي جحدت أن أكون شريكاً لله فيما أشركتموني ﴿إنَّ الظالمين﴾ يريد: المشركين وقوله:
﴿تحيتهم فيها سلام﴾ يحييهم الله سبحانه بالسَّلام ويحيي بعضهم بعضاً بالسَّلام
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا﴾ بيَّن شبهاً ثمَّ فسَّره فقال: ﴿كلمة طيبة﴾ يريد: لا إله إلاَّ الله ﴿كشجرة طيبة﴾ يعني: النَّخلة ﴿أصلها﴾ أصل هذه الشَّجرة الطَّيِّبة ﴿ثابت﴾ في الأرض ﴿وفرعها﴾ أعلاها عالٍ ﴿في السماء﴾


الصفحة التالية
Icon