﴿تؤتي﴾ هذه الشَّجرة ﴿أكلها﴾ ثمرها ﴿كلَّ حين﴾ كلَّ وقتٍ في جميع السَّنة ستة أشهرٍ طلعٌ رخص وستة أشهرٍ رطبٌ طيِّبٌ فالانتفاع بالنَّخلة دائمٌ في جميع السَّنة كذلك الإِيمان ثابتٌ في قلب المؤمن وعمله وقوله وتسبيحه عالٍ مرتفع إلى السَّماء ارتفاع فروع النَّخلة وما يكتسبه من بركة الإِيمان وثوابه كما ينال من ثمرة النَّخلة في أوقات السَّنة كُلِّها من الرُّطَب والبسر والتَّمر ﴿ويضرب الله الأمثال للناس﴾ يريد: أهل مكَّة ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ لكي يتَّعظوا
﴿ومثل كلمة خبيثة﴾ يعني: الشِّرك بالله سبحانه ﴿ك﴾ مثل ﴿شجرة خبيثة﴾ وهي الكشوت ﴿اجتثت﴾ انتزعت واستؤصلت والكشوت كذلك ﴿من فوق الأرض﴾ لم يرسخ فيها ولم يضرب فيها بعرق ﴿ما لها من قرار﴾ مستقرٌّ في الأرض يريد: إنَّ الشكر لا ينتفع به صاحبه وليس له حجَّةٌ ولا ثباتٌ كهذه الشَّجرة
﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت﴾ وهو قول لا إله إلا الله ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ على الحقَّ ﴿وَفِي الآخِرَةِ﴾ يعني: في القبر يُلقِّنهم كلمة الحقِّ عند سؤال الملكين ﴿ويضل الله الظالمين﴾ لا يُلقِّن المشركين ذلك حتى إذا سُئلوا في قبورهم قالوا: لا ندري ﴿ويفعل الله ما يشاء﴾ من تلقين المؤمنين الصَّواب وإضلال الكافرين