﴿إنما سكِّرت أبصارنا﴾ أَيْ: سُدَّت بالسِّحر فتتخايل لأبصارنا غير ما نرى ﴿بل نحن قوم مسحورون﴾ سحرنا محمد - ﷺ - فلا نبصر
﴿ولقد جعلنا في السماء بروجاً﴾ يعني: منازل الشَّمس والقمر ﴿وزيناها﴾ بالنُّجوم للمعتبرين والمستدلِّين على توحيد صانعها
﴿وحفظناها من كلّ شيطان رجيم﴾ مرميٍّ بالنُّجوم
﴿إلاَّ من استرق السمع﴾ يعني: الخطفة اليسيرة ﴿فأتبعه﴾ لحقه ﴿شهاب﴾ نارٌ ﴿مبين﴾ ظاهرٌ لأهل الأرض
﴿والأرض مددناها﴾ بسطناها على وجه الماء ﴿وَأَلْقَيْنَا فيها رواسي﴾ جبالاً ثوابت لئلا تتحرَّك بأهلها ﴿وأنبتنا فيها﴾ في الجبال ﴿من كلِّ شيء موزون﴾ كالذَّهب والفضَّة والجواهر
﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ﴾ من الثِّمار والحبوب ﴿ومَنْ لستم له برازقين﴾ العبيد والدَّوابَّ والأنعام تقديره: وجعلنا لكم فيها معايش وعبيداً وإماءً ودوابَّ نرزقهم ولا ترزقوهم
﴿وإن من شيء﴾ يعني: من المطر ﴿إلاَّ عندنا خزائنه﴾ أَيْ: في حكمنا وأمرنا ﴿وما ننزله إلاَّ بقدر معلوم﴾ لا ننقصه ولا نزيده غير أنَّه يصرفه إلى مَنْ يشاء حيث شاء كما شاء
﴿وأرسلنا الرياح لواقح﴾ السَّحاب تَمُجُّ الماء فيه فهي لواقح بمعنى: ملقحاتٌ وقيل: لواقح: حوامل لأنَّها تحملُ الماء والتُّراب والسَّحاب ﴿فأسقيناكموه﴾ جعلناه سقياً لكم ﴿وَمَا أَنْتُمْ لَهُ﴾ لذلك الماء المنزل من السَّماء ﴿بخازنين﴾ بحافظين أَيْ: ليست خزائنه بأيديكم