﴿قد مكر الذين من قبلهم﴾ وهو نمروذ بنى صرحاً طويلاً ليصعد منه إلى السَّماء فيقاتل أهلها ﴿فأتى الله﴾ فأتى أمر الله وهو الرِّيح وخَلْقُ الزَّلزلة ﴿بنيانهم﴾ بناءهم ﴿من القواعد﴾ من أساطين البناء التي يعمده وذلك أنَّ الزَّلزلة خُلقت فيها حتى تحرَّكت بالبناء فهدمته وهو قوله: ﴿فخرَّ عليهم السقف من فوقهم﴾ يعني: وهم تحته ﴿وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾ من حيث ظنُّوا أنَّهم في أمانٍ منه
﴿ثم يوم القيامة يخزيهم﴾ يُذلُّهم ﴿ويقول أين شركائي﴾ أَي: الذين في دعواكم أنَّهم شركائي أين هم ليدفعوا العذاب عنكم ﴿الذين كنتم تشاقون﴾ تخالفون المؤمنين ﴿فيهم قال الذين أوتوا العلم﴾ وهم المؤمنون يقولون حين يرون خزي الكفَّار في القيامة: ﴿إنَّ الخزي اليوم والسوء﴾ عليهم لا علينا
﴿الذين تتوفاهم الملائكة﴾ مرَّ تفسيره في سورة النِّساء وقوله: ﴿فألقوا السلم﴾ أَي: انقادوا واستسلموا عند الموت وقالوا: ﴿ما كنا نعمل من سوء﴾ شرك ﴿بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من الشرك والتكذيب ثم قيل لهم:


الصفحة التالية
Icon