﴿أفأمن الذين مكروا السيئات﴾ عملوا بالفساد يعني: عبادة الأوثان وهم مشركو مكَّة ﴿أن يخسف الله بهم الأرض﴾ كما خسف بقارون ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾ أَيْ: من حيث يأمنون فكان كذلك لأنَّهم أُهلكوا يوم بدر وما كانوا يُقدِّرون ذلك
﴿أو يأخذهم في تقلبهم﴾ للسَّفر والتِّجارة ﴿فما هم بمعجزين﴾ بممتنعين على الله
﴿أو يأخذهم على تخوّف﴾ على تنقض وهو أن يأخذ الأوَّل حتى يأتي الأخذ على الجميع ﴿فإنَّ ربكم لرؤوف رحيم﴾ إذ لم يعجل عليهم بالعقوبة
﴿أو لم يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ﴾ له ظلٌّ من جبلٍ وشجرٍ وبناءٍ ﴿يتفيَّأ﴾ يتميَّل ﴿ظلاله عن اليمين والشمائل﴾ في أوَّل النَّهار عن اليمين وفي آخره عن الشِّمال إذا كنت مُتوجِّهاً إلى القبلة ﴿سجداً لله﴾ قال المُفسِّرون: ميلانها سجودها وهذا كقوله: ﴿وظلالهم بالغدو والآصال﴾ وقد مرَّ ﴿وهم داخرون﴾ صاغرون يفعلون ما يُراد منهم يعني: هذه الأشياء التي ذكرها أنَّها تسجد لله
﴿ولله يسجد﴾ أَيْ: يخضع وينقاد بالتَّسخير ﴿ما في السماوات وما في الأرض من دابة﴾ يريد: كلَّ ما دبَّ على الأرض ﴿والملائكة﴾ خصَّهم بالذِّكر تفضيلاً ﴿وهم لا يستكبرون﴾ عن عبادة الله تعالى يعني: الملائكة


الصفحة التالية
Icon