﴿عسى ربكم﴾ وهذا أيضاً ممَّا أُخبروا به فِي كتابهم والمعنى: لعلَّ ربكم ﴿أن يرحمكم﴾ ويعفو عنكم بعد انتقامه منكم يا بني إسرائيل ﴿وإن عدتم﴾ بالمعصية ﴿عدنا﴾ بالعقوبة هذا في الدنيا وأما في الآخرة فقد ﴿جعلنا جهنم للكافرين حصيراً﴾ أَيْ: سجناً ومحبساً
﴿إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾ يرشد إلى الحالة التي هي أعدل وأصوب وهي توحيد الله تعالى والإِيمان برسله ﴿ويبشر المؤمنين﴾ بأنَّ ﴿لهم أجراً كبيراً﴾ وأنَّ أعداءهم معذَّبون في الآخرة
﴿وأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عذابا أليما﴾
﴿ويدع الإِنسان﴾ الآية ربَّما يدعو الإنسان على نفسه عند الغضب والضَّجر وعلى ولده وأهله بما لا يحبُّ أن يستجاب له كما يدعو لنفسه بالخير ﴿وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولا﴾ يعجل في الدُّعاء بالشَّرِّ كعجلته في الدُّعاء بالخير
﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ﴾ علامتين تدلاَّن على قدرة خالقهما ﴿فمحونا﴾ طمسنا ﴿آية الليل﴾ نورها بما جعلنا فيها من السَّواد ﴿وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ مُضيئةً يُبصر فِيها ﴿لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ لتبصروا كيف تتصرَّفون في أعمالكم ﴿وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ بمحو آية اللَّيل ولولا ذلك ما كان يُعرف اللَّيل من النَّهار وكان لا يتبيَّن العدد ﴿وكل شيء﴾ ممَّا يُحتاج إليه ﴿فصلناه تفصيلاً﴾ بينَّاه تبييناً لا يلتبس معه بغيره


الصفحة التالية
Icon