﴿واخفض لهما جناح الذل﴾ ألن لهما جانبك واخضع لهما ﴿من الرحمة﴾ أَيْ: من رقَّتك عليهما وشفقتك ﴿وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني﴾ مثل رحمتهما إيَّاي فِي صغري حتى ربَّياني ﴿صغيراً﴾
﴿ربكم أعلم بما في نفوسكم﴾ بما تُضمرون من البِرِّ والعقوق ﴿إن تكونوا صالحين﴾ طائعين لله ﴿فإنَّه كان للأوابين﴾ الرَّاجعين عن معاصي الله تعالى ﴿غفوراً﴾ يغفر لهم ما بدر منهم وهذا فيمن بدرت منه بادرةٌ وهو لا يُضمر عقوقاً فإذا رجع عن ذلك غفر الله له ثمَّ أنزل في برِّ الأقارب وصلة ارحامهم بالإِحسان إليهم قوله:
﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ ممَّا جعل الله لهما من الحقِّ في المال ﴿ولا تبذر تبذيراً﴾ يقول: لا تنفق في غير الحقِّ
﴿إنَّ المبذرين﴾ المنفقين فِي غير طاعة الله ﴿كَانُوا إِخْوَانَ الشياطين﴾ لأنهم يوافقهم فيما يأمرهم به ثمَّ ذمَّ الشَّيطان بقوله: ﴿وكان الشيطان لربه كفوراً﴾ جاحداً لنعم الله وهذا يتضمنَّ أنَّ المُنفق فِي السَّرف كفور


الصفحة التالية
Icon